فريديرك دو كليرك.. آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا
فريديرك دو كليرك.. آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا
أقامت دولة جنوب إفريقيا مؤخراً مراسم تأبين رسمية لـ فريدريك دو كليرك، آخر “رئيس أبيض” تولى قيادة البلاد في الفترة من 1989 حتى 1994م.
ويحسب لـ”فريدريك دو كليرك”، أنه أفرج عن رمز مناهضة الفصل العنصري الشهير نيلسون مانديلا، لكن مواقفه من جرائم تلك الحقبة بقيت مرتبطة بمسيرته السياسية.
ولد دو كليرك في 18 مارس من عام 1936 بجوهانسبرج، وهو ابن سياسي بارز.. وقد درس القانون وعمل محامياً لعدة أعوام حتى تم انتخابه عضوا في البرلمان، مرشحا عن الحزب الوطني في عام 1972.
وتوفي رئيس جنوب إفريقيا الأسبق، عن 85 عاماً في 11 نوفمبر الماضي، بعد معركة مع مرض السرطان في منزله في ضواحي العاصمة وكانت عائلته قد نظمت جنازة خاصة في الأيام التي أعقبت وفاته.
وقالت زوجته خورخياديس إنه “غالبًا ما كان يُساء فهمه بسبب إفراطه في التصحيح” مشيرة إلى أن ذلك كان “يساعده في تحقيق هذه المهمة الهائلة التي كانت تنتظره”.
ويعد الخطاب الأشهر لفردريك، هو الذي ألقاه في 2 فبراير 1990، وأعلن فيه رفع الحظر المفروض على المؤتمر الوطني الإفريقي وحركات التحرير الأخرى، كما أمر فيه بإطلاق سراح نيلسون مانديلا.
وقام فريديرك بعدة تعديلات أدت إلى إنهاء أبارتيد “نظام الفصل العنصري” سنة 1991، كما قاد عدة حوارات مع المجلس الإفريقي القومي بقيادة نيلسون مانديلا أدت إلى تشكيل أول حكومة متعددة الأعراق في تاريخ البلاد، حيث أدت هذه العوامل إلى حصوله على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع نيلسون مانديلا، ورغم ذلك أصبح الرجلان خصمين لدودين خلال المفاوضات الشاقة حول شكل حكومة جنوب إفريقيا المستقبلية.
وأجريت أول انتخابات ديمقراطية في عام 1994، وتم انتخاب مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا، وتقاسم الرجلان اللذان أدركا أن بإمكانهما “العمل معاً” رغم الاختلاف حول بعض الشكليات جائزة نوبل للسلام عن معجزة التحول الديمقراطي.
وبعد انتخابات 1994، جرى تعيين فريدريك دو كليرك كنائب ثاني للرئيس في حكومة مانديلا، وفي عام 1996 انسحب أعضاء الحزب الوطني الآخرون من مناصبهم الوزارية من أجل تأسيس الحزب الوطني كمعارضة فعالة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ليتقاعد دو كليرك من العمل السياسي عام 1997.
أثار إعلان وفاة الرئيس السابق ردود فعل متباينة في البلاد. لطخت بعض التصريحات العامة في السنوات الأخيرة صورته لدى بعض مواطني جنوب إفريقيا، الذين سبق أن انتقدوه لأنه لم يصدر أبداً اعتذاراً رسمياً عن جرائم الفصل العنصري ولمناورته من أجل إسقاط الملاحقة.
وأشاد به رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون واصفاً إياه بأنه رجل “غيّر مجرى التاريخ”.
أثار دو كليرك على وجه الخصوص جدلاً حاداً في عام 2020، عندما اعتبر أن “نظام الفصل العنصري لا يشكل جريمة ضد الإنسانية”، قبل أن يتراجع عن تصريحه ويعتذر. وعقب وفاته، قام نشطاء بذبح شاة “احتفالاً” بوفاته.
لم تشفع له رسالة الفيديو التي بثتها مؤسسته بعد وفاته بساعات قليلة، والتي أعرب فيها عن أسفه بسبب “الألم والمعاناة والإهانة والأضرار” خلال نظام الفصل العنصري.